ArabicEducation for PeaceHealth for peaceReligion for PeaceSpirituality for Peace

Ramadan & Environmental Protection By Ghulam Rasool Dehlvi رمضان وحماية البيئة: نحو القيم العالمية للصيام، غلام رسول الدهلوي

استهداف بث النوايا الحسنة تجاه البشرية جمعاء في هذا الشهر الكريم

Ghulam Rasool Dehlvi, Founding Editor, Word For Peace

إن الجسم السليم هو أساس جيد للعقل السليم والفكر الروحي الذي لا يمكن تحقيقه دون وجوده ضمن بيئة صحية وآمنة . كما أن شهر رمضان المبارك بومضاته الروحية وفوائده الصحية العظيمة التي تعلي من قدرات الفرد وإمكاناته فيتحسن أسلوب حياته/ حياتها في تآزر تام مع البيئة ومع الطبيعة، حيث أن صيام شهر رمضان يدمج الجسد والعقل والروح مع الكون الإلهي في توازن وانسجام تام .

يأتي اليوم الأول في الشهر الفضيل تذكيراً لأهم الاستعدادات التي يجب أن نتبعها خلال الشهر الكريم لنعيش شهراً كاملاً في رحمة من خلال التمسك بما ورد في القرآن الكريم من حث على حماية البيئة . فمنذ الانعكاس الأول لهلال شهر رمضان المتلأليء ينعم كل من يصوم الشهر بالتوازن بين الروح الجسد . ففي الواقع تلهم المعدة الفارغة إدراكاً صحياً للقوى الداخلية التي تحافظ على روحنا وكذلك بيئتنا .

يخبرنا القرآن الكريم أن الخطوة الأولى لتحقيق الوصايا الإلهية هي التخلي عن أي شيء من شأنه أن يسبب التلوث أو الإساءة أو الإفساد على كوكب الأرض .وقد ذكر ذلك في القرآن حيث قال الله عز وجل : ” كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأرْضِ مُفْسِدِينَ ” سورة البقرة آية 60.

وتشير الآية الكريمة إلى أن الفساد في الأرض لا يتمثل فقط في الجرائم التقليدية المألوفة مثل القتل والانتحار والإغتصاب والسرقة وما إلى ذلك ولكن الفساد يمتد أيضاً لأشكال مختلفة من الجرائم البيئية مثل إزالة الغابات وإلقاء النفايات السامة والإستخدام العشوائي للمبيدات وكل شيء يتعارض مع حماية البيئة والحفاظ عليها .

وتدعوا العديد من آيات القرآن الكريم إلى حياة صديقة للبيئة دون الإضرار بالقوى الطبيعة التي هي تعبير عن قدرة الله تعالى ومن ثم فهي مخلوقات جليلة . وفي حين أن القرآن هو أيات الله فإن الطبيعة أيضاً من خلق الله والتي جعلها ” آيات بينات ” لوجوده عز وجل . ومن ثم فالقرآن الكريم يحث الإنسان على الحفاظ على الطبيعة واالتفكير والتأمل في حقائق الكون الإلهية .

كان النبي محمد صل الله عليه وسلم قد اشتهر في بداية حياته في مكة المكرمة بالصدق والأمانة والعدل بينما كانت حياته بعد ذلك في المدينة المنورة مثالاً للنشاط الاجتماعي، والخدمة المخلصة للبشرية، والاهتمام بجميع مخلوقات الله، والحفاظ على الأرض، وغرس الأشجار، وحماية البيئة .

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم حريصاً على غرس الأشجار فنجده يحث أصحابه على ذلك فيقول : “مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ ”

وضرب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أمثلة عملية لكيفية حماية حقوق المخلوقات الأخرى . واهتموا بشكل خاص بالحيوانات الضعيفة، كما أنقذوا الحيوانات الضالة، وقاموا بحراسة أعشاش الطيور، حتى أن أحد صحابة الرسول الكريم أطلق عليه اسم ” أبو هريرة ” وذلك لشدة حبه ورعايته للقطط وحمايته لها .

كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يعطي قيمة كبيرة للحيوانات، ومنبع ذلك هو شدة حبه ورحمته لجميع مخلوقات الله ورعايته لبيئتنا ومعيشتنا ونمط حياتنا . وفي الحقيقة يجب أن تستفيد بيئتنا بأكملها من هذا الهدي النبوي الجميل، وبإلهام من الانضباط الروحي والأخلاقي للصيام خلال شهر رمضان يمكننا أن نسعى جاهدين لتحقيق نتائج أفضل وأهداف أعلى لكسب النوايا الحسنة للإنسانية في هذا الشهر الكريم .

Show More

Related Articles

2 Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button
Translate »